محاربة العنصرية

Date:

ورقة موقف حركة تضامن العمال من محاربة العن1-العنصرية هي التمييز ضد مجموعة من البشر على أساس صفات تنسب إليهم بشكل محق أو زائف.تؤيد العنصرية عادة من قبل أشخاص لديهم اعتقاد ب "تفوقهم" على المجموعة التي يكونون عنصريين ضدها.يمكن أن تستند العنصرية على الكثير من الاختلافات المزعومة كلون البشرة, القومية, اللغة, المعتقدات, الثقافات و العادات.
كتحرريين , نؤمن أن البشر ليسوا عنصريين بالوراثة تماما كما أن البشر ليسوا جنوسين ( يفرقون بين الجنسين) بالوراثة.إن العنصرية هي نتاج الرأسمالية التي تريد إدامة الوضع القائم بتقسيم الطبقة العاملة و تبديد احتمالات صراع يقوم على طبقة موحدة.صعدت العنصرية كجزء و قسم من المجتمع الرأسمالي الذي نعيش فيه و يمكن أن تجتث بشكل كامل فقط بتدمير المجتمع الحالي ليستبدل بمجتمع جماعي لا طبقي.
-الاضطهاد العنصري يختلف عن الاضطهاد الديني في أن الإنسان المضطهد عنصريا لا يمكنه تغيير لون بشرته أما الإنسان المضطهد دينيا يمكنه أن يختفي و يغير معتقداته.
يدور الدين عن الأفكار في رأس الإنسان و ليس عن صفاته الفيزيائية أو غير القابلة للتعديل. من الخطأ مهاجمة أو الاستخفاف بلون الشخص أو بمنشئه القومي.من الخطأ التمييز ضدهم لهذا السبب أو بسبب المعتقدات التي يحملوها. لكنه من غير الخطأ نقد أو محاولة تغيير قناعات الشخص السياسية أو الدينية.
-نحن نعتقد أن الناس في المجتمع اليوم مضطهدون عنصريا. لذلك فنحن نعتقد أن محاربتنا للعنصرية هي جزء عضوي من كفاحنا نحو مجتمع بلا طبقات. نحن نؤمن بمحاربة العنصرية حيثما نرى وجهها القبيح. إننا نرى تحطيم أية حواجز عنصرية كخطوة تقدمية نحو توحيد الطبقة العاملة و تقويتها بحيث أنها ستتمكن من رؤية أن المصدر الفعلي للاضطهاد هو الطبقة المسيطرة.
-نشأت العنصرية على التوازي مع صعود الرأسمالية. لم تولد العبودية من العنصرية لكن العنصرية كانت نتاجا للعبودية. مع الحاجة للعمل و الإنتاج الرخيصين كانت العبودية هي الخيار الواضح. ظهرت العنصرية لتتلاءم و تبرر هذا الاستغلال البشع. نحن نؤمن أن هذا هو مصدر العنصرية في المجتمع المعاصر.
-نحن نؤمن أنه في أوقات أكثر معاصرة أن دور العنصرية في تقسيم الطبقة العاملة يتمثل في معاملة العمال المهاجرين في البلاد التي استضافتهم. يتعرض المهاجرون لأجور أقل و للمهن الأكثر الغير مرغوبة.
العمال أبناء البلاد الأصليين يشعرون بتفوقهم على العمال المهاجرين في أنهم يعدون أنفسهم مع الطبقة السائدة و يعتقد أنه يتمتع بمكانة أعلى في المجتمع. كونه أو كونها يملكون ذات لون بشرة الرأسمالي الذي يستغل كلا الفريقين. تعطي العنصرية عمالا معينين ( البيض) فوائد مزعومة لكنها تافهة مقارنة مع تلك التي يمكن تحقيقها بواسطة قوة عمل موحدة.
-من الضرورة تحدي الأفكار العنصرية بشكل متواصل خاصة في بيئة العمل. سيكون هذا أسهل عند وجود أعداد كبيرة من العمال يحملون أفكارا تتحداها خبرات الصراع الطبقي لكن لا توجد علاقة مستقيمة بين العنصرية و حدة الصراع الطبقي. يمكن إحراز الانتصارات المعادية للعنصرية في أوقات الصراع المشتد نسبيا. معاداة العنصرية ليست قضية انتظار "الصراع الاقتصادي" ليتسارع.
في الأوقات التي ينخرط فيها أعداد كبيرة من العمال في الصراع ضد حكم المدراء يكونون عامة أكثر استعدادا لتقبل منطق المحاججات المعادية للعنصرية. تدعم هذه بخبرة التضامن, إدراك الحاجة لإدامتها و تعزيزها, و إدراك متزايد لهويتهم كطبقة و ليس كمجموعة قومية\عرقية\دينية الخ..
السلاح الرأسمالي "فرق تسد" سيستخدم الأفكار العنصرية لإضعاف قوة و تضامن النقابات.
نحن نؤمن أن الأفكار و الممارسات و الأحكام العنصرية يجب أن تلغى من منظمات العمال. فقط عبر كفاح موحد يمكن إحراز أية مكاسب بعيدة.
-إننا نقر بحق البشر الذين يخضعون مباشرة للاضطهاد العنصري أن يتنظموا ذاتيا. لكننا نعتقد أنه يمكن هزيمة العنصرية فقط بالكفاح الموحد للطبقة العاملة.إننا نرى أن "الوطنية السوداء" تحمل فهما مزيفا لمصدر العنصرية. إنها لا تشير إلى دور العنصرية في تقسيم الطبقة العاملة.
هذا بسبب إيماننا أن الناس لا يولدون عنصريين و أننا نحدد جذور العنصرية في ولادة الرأسمالية. لهذا لا يمكننا أن نوافق على وجهة نظر "الوطنية السوداء".
إننا نؤمن أن الصراع يجب أن يخاض بالحركة ككل. فقط بتحطيم المجتمع الطبقي بواسطة طبقة عاملة موحدة يمكن هزيمة العنصرية.
-في ايرلندا اليوم إن التعبير الأكثر حدة عن العنصرية هي تلك الموجهة ضد المسافرين. هذه العنصرية مقبولة على نطاق واسع بحيث أنها لا ترى كعنصرية عموما. إنها تجاز و تشجع من الدولة عبر استخدام توقيع منفصل على توقيتات و أماكن المسافرين. المسافرون الذين قاوموا هذه العنصرية جرموا و تعرضوا للقولبة من قبل الشرطة. حتى عندما تقوم قوى من اليسار بإدارة حملات في هذا المجال فهم يقبلون عموما ببعض المحاججات العنصرية في فعل هذا, مثلا بالجمع بين المطالبة بأماكن توقف مناسبة مع أخرى لكوتا ( تقسيم المسافرين ) المسافرين الذي يقبل في هذا المجال. إننا سنعتبر الكفاح ضد العنصرية المعادية للمسافرين كأولوية.
-إننا ضد كل ضوابط الهجرة و نؤيد حق اللاجئين السياسيين و الاقتصاديين أن يستقروا في أية بلدان يرغبون بها.
-لا يمكن احتمال الآراء و التوجهات العنصرية داخل الحركة حيث أنها قهرية و غير متناسبة مع المبادئ الأبية للمنظمة التحررية.
-كتحرريين فإننا سنحارب العنصرية حيثما نراها, مع تأكيد خاص على الطبقة العاملة حيث أنه فقط بالنضال الموحد للطبقة العاملة ( سودا, بيضا, خلاسيين وصفرا ) يمكن الإطاحة بالرأسمالية و إقامة مجتمع جماعي لا طبقي.
-الفاشية ليست شكلا خاصا من العنصرية.إنها ظاهرة منفصلة , كانت هناك منظمات فاشية لم تكن العنصرية مركزية بالنسبة لها. الفاشيون مختلفون لأن هدفهم ليس الفوز بأية مناقشات بل لطرد معارضيهم خارج الشارع و إرهاب السكان. توجد الفاشية كالحصن الأخير للرأسمالية التي تلجأ إليها عندما تفشل الوسائل "الطبيعية".
-لذلك فنحن نتبع تكتيكات مختلفة بصدد محاربة العنصرية. إننا ندعم حرمان الفاشيين من أية إمكانية للتنظم مدركين أن إمكانيات كهذه بغض النظر عن غرضهم ستستخدم لتنظيم الإرهاب.
-عندما يوجد دليل أن الفاشيين يعملون من خلال منظمات عنصرية لتأسيس قوتهم أو عندما تثبت صلة منظمات عنصرية بهجمات جسدية فإننا ندعم كذلك حرمان هذه المنظمات من حرية التنظيم. لكن عندما تكون فقط على نحو صرف حالة دفاع عن العنصرية فإننا لا ندعو لحرمان هؤلاء من هذا الحق رغم أننا عندما يكون من المناسب سوف نجمع أعدادا كبيرة للتظاهر خارج اجتماعاتهم و ضد آرائهم.

أقر في المؤتمر الوطني نيسان\أبريل2006